Google

Wednesday, November 21, 2007

كمــا تركتـــه آخـــر مـــرة


بالأمس .. باغتنى شعور غريب .. بالبداية لم أفهمه ..كأنها موجات عاتية من الأشواق الممزوجة بحنين جارف إلى شئ ما لم أدر ما هو !!!

شعرت برغية شديدة تدعونى للإبحار فى أعماق الذاكرة للبحث عن شئ ما ... وأخيرا وبعد حيرة شديدة قررت الخوض فى تلك الأمواج والعثور على ذلك الشئ المفقود .. سبحت وسبحت .. هناك كانت الأجواء هادئة ومستقرة .. ولكنها مصحوبة بشئ من البرودة ..
وفى أثناء رحلتى مررت بأناس كثر وجوههم مألوفة لدى ولكننى لا أذكر حتى أسمائهم .. غصت أكثر وأكثر فى أعماق ذاكرتى .. كان عقلى ضائعا مشتتا بين تلك الوجوه ..كنت متأكدة أننى قد رأيتها من قبل وأنها مألوفة لدى إلى حد ما برغم سحب النسيان المخيمة هناك ..ربما قد التقينا قديما فى زمن ما

ثم وبحركة لا إرادية غصت أكثر بفعل تيار قوى لا أعرف من أين أتى .. فوجدتنى أنجرف مع ذلك التيار إلى أن أخذنى إلى ساحة مختلفة .. ساحة شاسعة فى تلك الأعماق البعيدة .. ولأول مرة شعرت بزوال تلك البرودة القاتلة المخيفة .. إنه شعور بالدفء يحيطنى من كل اتجاه .. تلفتت يمنة ويسرة .. كان ضوء الشمس يغمر المكان ..

وفجأة رأيته هناك ..تماما كما تركته آخر مرة .. كان جالسا تحت خيوط أشعة الشمس الذهبية.. مبتسما تلك الإبتسامة الرائعة التى كنت أعشقها .. تعجبت لنفسى كثيرا حين وجدتنى أذكره أكثر من أى وقت مضى .. حتى أن تفاصيل التفاصيل مرت أمام عينى كفيلم سينمائى قديم.. جميل

لم يكلمنى ولم أكلمه .. فقط كانت لغة العيون .. وبسمة ارتسمت على شفتاى ..
هاهنا .. وعند تلك النقطة من الذاكرة وجدتنى أضع رحالى .. لقد أدركت سبب ذلك الحنين الذى كان يتملكنى..
جلسنا معا وسرعان ما مر الوقت إلى أن جاء وقت الرحيل .. فلملمت حقائبى وشددت الرحيل وعدت من حيث أتيت حيث الوجوه المتجهمة والبرودة القاسية..
وحين وصلت إلى ميناء الواقع ساءلت نفسى ..كيف استطاع البقاء هناك طوال تلك السنوات برغم غياب الكثيرون الذين أراهم فى كل يوم؟
هنا .. أدركت حقيقة كانت غائبة عنى
وهى أن البشر نوعان
نوع يحضر بلا حضور
ونوع يغيب بلا غياب

Wednesday, November 14, 2007

اعتـــــــــزروا ...لقلوبـــــــــــكم




قلوبكم مدينة جميلة نقية
فحافظوا على نظافتها
ولا تفتحوا أبوابها إلا لأولئك الذين
يستحقون


نعم قلبكم الأبيض وطن
وحلمكم الأخضر مدينة
فنظفوا طرقاتها من أثار أقدامهم
إذا شعرتم يوماً
أو اكتشفتم أنهم لا يستحقون

ولا تصدقوا
مهما حاولوا إقناعكم
أن في القلب غرفة واحدة فقط
لا تستوعب سوى إنسان واحد
يكون هو الحب
وهو الحلم
وهو الحياة
وأن هذا الإنسان
إذا ما فجعنا يوماً برحيله
توقفت ساعة الزمن عنده
وتوقفت الدنيا بعده

أبدا ففي القلب غرف كثيرة
يقيم فيها الكثير من الناس
الذين نلتقيهم
وتجمعنا بهم الحياة
في ظروف مختلفة
ونقاسمهم تفاصيل الحياة
ثم يرحلون تاركين خلفهم
أشياء كثيرة مختلفة


فالبعض منهم
يترك خلفه وردة حمراء
تفقد بريقها مع الوقت


والبعض منهم
يترك خلفه حلماً ناقص النمو
يلفظ أنفاسه مع مرور الوقت


والبعض يترك خلفه جرحاً نازفاً
لكنه يلتئم مع الوقت ..
وهنالك من يترك خلفه
إحساساً بالندم ..
نحتسيه فترة من العمر
لكنه أيضاً يتلاشى
مع مرور الوقت

فهذه هي لعبة النسيان
تلك اللعبة التي يمارسها الوقت معنا
ونمارسها نحن على قلوبنا مرغمين
حين نشعر بأن الذكرى
قد تعوق خطواتنا الثابتة نحو الحياة
ومع مرور الوقت نتقن اللعبة
فنلعبها على أنفسنا
فننسى
ونتناسى
لكننا بالتأكيد
حين نزور مدينة قلوبنا
نلتقي الكثيرين من الناس
الذين نحتفظ بهم في أعماقنا
والذين لم يتمكن غبار الوقت
من إخفاء ملامحهم
فنصافحهم بشوق
ونحتويهم بحنين
ونتذكرهم بألم
جميل إن نحبهم إلى الأبد
لكن الأجمل
أن يبادلونا هذا الحب إلى الأبد
كي لا يتحول إحساسنا الجميل تجاههم
إلى نوع من العذاب
نمارسه على أنفسنا
في الوقت الذي لا يشعرون فيه بنا

فالألم العظيم
هو أن تحب إنساناً لا يحبك
والألم الأعظم
هو أن تحب إنساناً يحب سواك
لأن إحساسك الجميل يتحول مع الوقت
إلى زنزانة مظلمة تعيش فيها وحدك
وتحلم فيها وحدك
وقد تموت فيها وحدك
ولا يشعر بك
إلا أنت
فاعتذروا لقلوبكم
إذا أخطأتم يوماً الأختيار
واحرصوا على أمانيكم الجميلة
فهذا الزمان يغتال الأحاسيس الجميلة
ويفقدنا القدرة على الحب
وأشياء أخرى
لاتستمر الحياة إلا بها

فشكراً .. للقلوب التي أحبتنا
وبرغم الحب لم تخلص لنا
وشكراً أكبر
للقلوب التي أخلصت لنا
وبرغم الإخلاص لم تحبنا
فأحيانا
قد نشعر بها
ولا نقولها
وأحيانا أخرى
نقولها
ولا نشعر بها

ترى هل يدرك أولئك الذين مروا فى هذه الحياة
ولم يتذوقوا الحب يوما
أنهم أبدا
لم يمروا

مقال للكاتبة الإماراتية
شهرزاد

Friday, November 9, 2007

أنا لا أحب سواك

ظن أنى أودعه
فكتبتها ...

أنا من أكون بلا هواك
مالى حبيب يا حبيبى سواك
ما كان يمكننى أفكر لحظة
بأن أودعك وأن أعيش بلاك
فكيف تزعم اننى فكرت
وأننى قررت أن أنساك
سأقتل قلبى وأدفن مهجتى معه
وأئد روحى إن خطر لها فرقاك
فإن نسيتك كيف لى بمعيشة
تخلو تماما من عبير شذاك
وكيف لى بتبسم ملء الشفاة
وأنا أرى الدموع فى عيناك
إن لم تكن تدرى مدى حبى فإنى أعترف
بأنى غدوت شهيدة فى هواك
بأننى قد ذبت كما السكر فى فنجان قهوتك
بكلمة حب قراها قلبى من شفتاك
ذوبتنى ومنحتنى سر الحياة
وبعد هذا تدعى دعواك؟؟
أتدعى كذبا بأنى راحلة
وأن فؤادى لا يتسع لهواك؟؟
وأن بإمكانى أن أبث مشاعرى
لقلب رجل يا حبيبى سواك؟؟
فأنت مائى وزادى ومهجة القلب
ومنى روحى ليست سوى رؤياك
أبعد هذا تظن أنى مودعة
إلى طريق خلت من خطاك؟؟
إلى دنيا يكون صوتك صامتا فيها
فكيف سأحتمل إذن أن لا أراك
فما أنا بعدك إلا كما جسد
يخلو من الروح لا يحييه إلاك
أرجو من الأيام أن ترضى ولا تبخل
على قلبى بأن تمنحه لقياك
ويا حبيبى بربك لا تفارقنى
فإن حياتى ستنتهى لولاك
فما هذه الدنيا مقابل لحظة
أرتاح فيها أنا بين زراعاك؟؟
وألقى همومى وأحزانى على صدرك
أبعد هذا تدعى دعواك
أنا يا حبيبى لا أحب سواك

Friday, November 2, 2007

حالـــــــــة إشتيـــــــــــاق ...


كادت تطير فرحا.. لم تكن مصدقة أنه أمامها الآن .. وأنها تراه بعينيها .. وأنها وبعد مرور ما يقارب العام بمقدورها الآن أن تحتضنه .. وتختبئ بين ذارعيه..وتبكى
ولكنها تماسكت أو بلأحرى حاولت أن تبدو كذلك ...فلابد قبل أى شئ من قليل من العتاب كى لا تفضحها مشاعرها .. فهى من ذلك النوع من البشر الذى لا يحب أن يفصح بسهولة عما بداخله ..
كانت صامتة .. ساهمة .. تتأمله بشوق وهى تفكر فيما يجب أن تقول ..
فبادرها هو قائلا :أتعرفين أننى اشتقت إليكى؟ كيف استطعتى البعاد يا قاسية القلب؟
كانت همساته ذات أثر سحرى على نفسها حتى انها انهارت كل قواها وراحت الكلمات اللى كانت أعددتها من قبل وقالت : أنا ؟ قاسية القلب؟ ثم تنهدت قائلة : ألست مقتنعا بأنك كنت السبب فيما حدث؟ ألست .. قاطعها قائلا : بلى , ولكن أيعنى ذلك أن نفترق بهذه الشكل؟ أما تعاهدنا أن نسمو بحبنا كى يكون أكبر من كل الظروف والعقبات والتفاهات؟؟؟؟
تعلمين كم أحبك..وكم أعشقك.. وكم أغار عليك..كنت أظن أنكى ستقدرين ذلك وتتجاوزى..ولكن هذا العناد .. آآآآخ من هذا العناد ..
أنتى عنيدة .. وأنا أحبك ..فلم هذا العناد؟
إنتظرتك كثيرا .. كنت أراكى فى كل شئ .. كنتى دائما معى ..كنتى .. قاطعته قائلة بلهفة.. وأنا أيضا .. ثم صمتت ونظرت اليه بعينين دامعتين ..
فرأى فى عينيها نظرة إشتياق ممزوج بالفرح المبلل بالدموع..قال لها : ياااااااااه .. كم اشتقت لهذه العيون .. اشتقت للسفر فيها والابحار فى عمقها
لم تستطع الصمود أكثر من ذلك , فوجئت بنفسها تحتضنه بحنين جارف وتختبئ بين ذراعيه كطفل خائف من شئ ما ,وأخذت تبكى قائلة : لا تتركنى أرجوك , أبدا لا تتركنى , فراقك موتى , ووصالك بعثى , أنا الآن بعثت من جديد .
وأخذت تبكى وتبكى .. استيقظت من نومها أيضا وهى تبكى .. حين استفاقت , تلفتت يمينا ويسارا .. كأنها تبحث عنه .. ولكنها لم تجده .. كانت على فراشها الوثير .. مستلقية .. وحيدة .
أخذت تتأمل سقف غرفتها وهى تفكر فيما رأته فى هذا الحلم الجميل .
تعجبت كثيرا , أليس هذا من كانت تقنع نفسها بأنها نجحت فى نسيانه؟
وأن علاقتها به صارت فى غبار الماضى؟
وأنه لم يعد سوى درب من الذكرى ؟
ماذا يعنى ذلك إذن؟
بالتاكيد ما راته بمنامها له دلالة كبيرة على شئ ما .. شئ لا تجرؤ على الإعتراف به .
ولكن .. كيف ذلك؟
ألم يقولون بأن البعد جفاء؟
وأن البعيد عن العين بعيد عن القلب؟
فلماذا إذن كل هذا الحنين؟
أرهقها التفكير, فقررت أن تنهض من فراشها وتغسل وجهها ربما تفيق مما هى فيه, ثم توجهت إلى شباكها ففتحته.. وأخذت تتأمل السماء وقت الغروب ..
فسمعت صوتا بعيدا ينساب إلى أذنيها كأنه قادم من عنان السماء ..
أطرقت السمع قليلا .. كان صوت أم كلثوم تشدو :
كل نار تصبح رماد .. مهما تقيد
إلا نار الشوق .. يوم عن يوم تزيد
حينها شعرت بيقين ذلك الشئ المخبأ داخل اعماقها ولم تفلح الايام فى اقتلاعه
أطرقت قليلا .. تنهدت بعمق..
ثم ابتسمت .