مخطئ من ظن يوما أنه إنسان تعيس الحظ لا تبتسم له الحياة إلا قليلا
فالحياة , تلك الكلمة الرائعة , تستحق بجدارة أن يحبها الإنسان , وأن يعيشها بكل أحوالها ويتقبل مرها قبل حلوها ,
أتعجب كثيرا لأمر هؤلاء الذين يقررون الإستقالة من حياتهم ويقدمون على ما يسمونه الإنتحار وينهون حياتهم بأيديهم وكأنها ملك لهم أو كأنهم هم الذين منحوها لأنفسهم منذ البداية , متناسين أنها أمانة نفيسة أودعها الخالق سبحانه وتعالى لديهم , وبالطبع لا يحق لأحد التصرف فى تلك الأمانة سوى صاحبها الذى أودعها
الأعجب من ذلك سبب الإنتحار ذاته ,فالذين يقدمون على تلك الخطوة الجنونية غالبا ما يكونوا قد تعرضوا لأزمة نفسية سببها مشكلة ما حاولوا إيجاد حلول لها ولكنهم فشلوا فانهارت قواهم وتلاشت عزيمتهم واعلنوا استسلامهم والغوا عقولهم , وأقنعهم اليأس اللعين بأن ليس هناك ثمة حل سوى الهروب من الحياة بأسرها بما فيها ومن فيها فيقدمون على ذلك ظانين أنهم بذلك سيرتاحون مما هم فيه ويقنعون أنفسهم بأن الآتى لن يكون أسوأ حالا مما يعيشونه الآن , ضاربين بعرض الحائط مصيرهم الأخروى ,مستخفين بما ينتظرهم عند ربهم
لقد كرم الله الإنسان وأنعم عليه بنعمة العقل التى هى الفرق الجوهرى الوحيد بينه وبين سواه من المخلوقات , ولكن لو تأملنا قليلا لوجدنا أن الحيوانات تكاد تكون أفضل حالا من أولئك المنتحرون , فالحيوانات بمختلف أنواعها لديها إرادة عجيبة للحياة تدفعها للصراع باستماتة من أجل البقاء ,وكثيرا ما تعرض نفسها للخطر وهى تحاول الحصول على طعامها كى لا تموت جوعا ,, وإذا شعر الحيوان بثمة خطر يهدد حياته لا يتوانى أبدا عن مقاومة ذلك الخطر بكل ما أوتى من قوة ,وفى ذلك دلالة عميقة على أن هذا الحيوان مدرك تماما لقيمة تلك الحياة بخلاف غيره من البشر
لو أدرك هؤلاء قيمة الحياة لعضواعليها بالنواجذ ,فقمة الغباء أن يشعر الإنسان بلإضطهاد لمجرد أنه قد واجهته مشكلة ما تعذر عليه حلها ,فالحقيقة أنه ليست هناك مشكلة فى هذه الدنيا بلا حل , ولكن ما يحدث أن الإنسان قد لا يمكنه تفكيره من الوصول للحل المناسب , برغم أن الحل قد يكون مطروحا أمامه ولكنه يتطلب منه بعض التنازلات التى تأبى النفس الإنسانية بغرورها المعتاد تقديمها ,فى نفس الوقت الذى تكون مستعدة لتقديم ما هو أكبر من ذلك ,فتتخلى بسهولة وتتنازل تنازلها الكبير عن الحياة . يا للعجب
لماذا نحن البشر دائما نتعمد الغباء فى استيعاب فلسفة الحياة برغم بساطتها ؟
تخيل معى لو كانت الحياة تسير على منوال واحد , حب ,سلام , نجاح , وفاء ,سعادة , وغيرها من المعانى على نفس الوتيرة
من أين لنا الإستمتاع بالسعادة وبهجتها إن لم نكتو بنار الحزن والألم؟ من أين لنا الشعور بروعة الوفاء إن لم نطعن بخنجر الخيانة؟ من أين لنا أن نعيش نشوة النجاح إن لم نعانى مرارة الفشل؟ كيف ندرك معنى العدل إن لم يجلدنا الظلم بسياطه؟ وكيف نقدر قيمة الصحة إن لم نر قسوة المرض؟
لقد صدقوا قديما حين قالوا : (وبضدها تعرف الأشياء) فلا معنى لأى من هذه المعانى الطيبة بدون وجود اضدادها , فهذه هى الحياة شروق وغروب , ليل ونهار , ظلم وعدل , حلو ومر لذلك عليكم أن تتذكروا دائما أن الحياة تستحق أن تعاش ,تمسكوا بأيامها بل بدقائقها وثوانيها واستمتعوا بكل لحظة وامتعوا من حولكم , فقطار العمر يمضى سريعا , وكل دقيقة تمضى تطوى وتندثر فى سجلات الزمن ويصبح استرجاعها مستحيلا ।
أيها الإنسان , يا خليفة الله فى أرضه ,ارفع رأسك , واجه ضعفك ,تحدى ما تظنه يعكر صفو حياتك وتغلب عليه , واجه مشكلاتك بقوة وحسم , لا تدع مجالا لليأس كى يتسلل إليك , وإن حاول الوصول إليك قاومه بعنف واغلق الباب فى وجهه تماما كى لا يجرؤ على الإقتراب منك مرة أخرى ,واعلم تماما أن هذه التى تظنها اليوم أكبر مشكلة بالعالم ,بعد أيام قلائل سيكسوها غبار الماضى ,وستستعيدها فى مجالسك مع العائلة والاصدقاء وستضحك من مدى بلاهتك وقتها وظنك بأنها كانت أكبر معضلة فى تاريخ الإنسانية . أرجوك , تأمل تلك الكلمات قليلا وحاول أن تنظر إلى الحياة نظرة جديدة فالحياة جميلة وتستحق أن تعاش .
أتعجب كثيرا لأمر هؤلاء الذين يقررون الإستقالة من حياتهم ويقدمون على ما يسمونه الإنتحار وينهون حياتهم بأيديهم وكأنها ملك لهم أو كأنهم هم الذين منحوها لأنفسهم منذ البداية , متناسين أنها أمانة نفيسة أودعها الخالق سبحانه وتعالى لديهم , وبالطبع لا يحق لأحد التصرف فى تلك الأمانة سوى صاحبها الذى أودعها
الأعجب من ذلك سبب الإنتحار ذاته ,فالذين يقدمون على تلك الخطوة الجنونية غالبا ما يكونوا قد تعرضوا لأزمة نفسية سببها مشكلة ما حاولوا إيجاد حلول لها ولكنهم فشلوا فانهارت قواهم وتلاشت عزيمتهم واعلنوا استسلامهم والغوا عقولهم , وأقنعهم اليأس اللعين بأن ليس هناك ثمة حل سوى الهروب من الحياة بأسرها بما فيها ومن فيها فيقدمون على ذلك ظانين أنهم بذلك سيرتاحون مما هم فيه ويقنعون أنفسهم بأن الآتى لن يكون أسوأ حالا مما يعيشونه الآن , ضاربين بعرض الحائط مصيرهم الأخروى ,مستخفين بما ينتظرهم عند ربهم
لقد كرم الله الإنسان وأنعم عليه بنعمة العقل التى هى الفرق الجوهرى الوحيد بينه وبين سواه من المخلوقات , ولكن لو تأملنا قليلا لوجدنا أن الحيوانات تكاد تكون أفضل حالا من أولئك المنتحرون , فالحيوانات بمختلف أنواعها لديها إرادة عجيبة للحياة تدفعها للصراع باستماتة من أجل البقاء ,وكثيرا ما تعرض نفسها للخطر وهى تحاول الحصول على طعامها كى لا تموت جوعا ,, وإذا شعر الحيوان بثمة خطر يهدد حياته لا يتوانى أبدا عن مقاومة ذلك الخطر بكل ما أوتى من قوة ,وفى ذلك دلالة عميقة على أن هذا الحيوان مدرك تماما لقيمة تلك الحياة بخلاف غيره من البشر
لو أدرك هؤلاء قيمة الحياة لعضواعليها بالنواجذ ,فقمة الغباء أن يشعر الإنسان بلإضطهاد لمجرد أنه قد واجهته مشكلة ما تعذر عليه حلها ,فالحقيقة أنه ليست هناك مشكلة فى هذه الدنيا بلا حل , ولكن ما يحدث أن الإنسان قد لا يمكنه تفكيره من الوصول للحل المناسب , برغم أن الحل قد يكون مطروحا أمامه ولكنه يتطلب منه بعض التنازلات التى تأبى النفس الإنسانية بغرورها المعتاد تقديمها ,فى نفس الوقت الذى تكون مستعدة لتقديم ما هو أكبر من ذلك ,فتتخلى بسهولة وتتنازل تنازلها الكبير عن الحياة . يا للعجب
لماذا نحن البشر دائما نتعمد الغباء فى استيعاب فلسفة الحياة برغم بساطتها ؟
تخيل معى لو كانت الحياة تسير على منوال واحد , حب ,سلام , نجاح , وفاء ,سعادة , وغيرها من المعانى على نفس الوتيرة
من أين لنا الإستمتاع بالسعادة وبهجتها إن لم نكتو بنار الحزن والألم؟ من أين لنا الشعور بروعة الوفاء إن لم نطعن بخنجر الخيانة؟ من أين لنا أن نعيش نشوة النجاح إن لم نعانى مرارة الفشل؟ كيف ندرك معنى العدل إن لم يجلدنا الظلم بسياطه؟ وكيف نقدر قيمة الصحة إن لم نر قسوة المرض؟
لقد صدقوا قديما حين قالوا : (وبضدها تعرف الأشياء) فلا معنى لأى من هذه المعانى الطيبة بدون وجود اضدادها , فهذه هى الحياة شروق وغروب , ليل ونهار , ظلم وعدل , حلو ومر لذلك عليكم أن تتذكروا دائما أن الحياة تستحق أن تعاش ,تمسكوا بأيامها بل بدقائقها وثوانيها واستمتعوا بكل لحظة وامتعوا من حولكم , فقطار العمر يمضى سريعا , وكل دقيقة تمضى تطوى وتندثر فى سجلات الزمن ويصبح استرجاعها مستحيلا ।
أيها الإنسان , يا خليفة الله فى أرضه ,ارفع رأسك , واجه ضعفك ,تحدى ما تظنه يعكر صفو حياتك وتغلب عليه , واجه مشكلاتك بقوة وحسم , لا تدع مجالا لليأس كى يتسلل إليك , وإن حاول الوصول إليك قاومه بعنف واغلق الباب فى وجهه تماما كى لا يجرؤ على الإقتراب منك مرة أخرى ,واعلم تماما أن هذه التى تظنها اليوم أكبر مشكلة بالعالم ,بعد أيام قلائل سيكسوها غبار الماضى ,وستستعيدها فى مجالسك مع العائلة والاصدقاء وستضحك من مدى بلاهتك وقتها وظنك بأنها كانت أكبر معضلة فى تاريخ الإنسانية . أرجوك , تأمل تلك الكلمات قليلا وحاول أن تنظر إلى الحياة نظرة جديدة فالحياة جميلة وتستحق أن تعاش .
16 comments:
أولا آسف على غيابي المدة الطويلة دي
و حرد عالتاج اللي بعتهولي من زماااان قريب ان شاء الله ززفي اليابان
27000 ألف بينتحرو..والغالب غن دياناتهم عادي فيها انك لو يأست تنتحر..شفتي الغباء!!
كويس إني اول تعليق في اول مدونةاشوفها بعد مارجع0
ازيك يا غالية
الموضوع جميل جدا
جزاك الله خيرا عن كل كلمة كتبتيها
فعلا الحياة مش راحة دايما
لازم يكون فيه شقاء وراحة
وحزن وسعادة
والا متكونش حياة
وميبقاش ليها طعم
ولازم الواحد يقع فى ازمات عشان يتعلم منها
ويشعر بالسعادة بعد ما يخرج منها
ولو فيه ايمان حقيقى
مكانش حد فكر فى الانتحار
وعرف ان اللى بيحصله ده قدر وربنا كتبهوله
ربنا يهدينا جميعا
سلاااااااااااااااااااااااااام
أحمد المصرى
حمد الله عالسلامة
عاش مين شافك :)
والله لك وحشة يا احمد
أهم حاجة انو اطمنا عنك
ويارب المانع يكون خير ان شاء الله
وربنا يعينك على التاج بقى
آمين يارب يا دكتور
فعلا المشكلة كلها ضعف ايمان
بيزيد لما بيتمكن اليأس من الإنسان
نورتنى بجد :)
بجد كلامك رائع وعندك حق مافيش حاجة بتيجي سهلة ولازم علشان انجح اقابل مشاكل وصوعبات بس مش لازم اني ازعل واتضايق واكتئب من الحياه لا احاول واجتهد واجرب تاني وتالت وعاشر ومليون واستعين بربنا اكيد لحد ما اوصل للي انا عايزاه
السلام عليكم
ازيك ياغالية
بوست جميل وجهد مشكور
تــــحيـــاتــــى
مش غريب أبدا الكلام الرائع انه يطلع منك ياغالية
وانتي الى مسمية مدونتك..بكرة أكيد أحلى
ربنا يخليكي دايما..متصالحة مع نفسك ومع الدنيا كدا
ويارب يقدرنا كلنا نفهم فلسفة الحياة
ونعيشها ..بكل مافيها
بالظبط يا نورا ده اللى انا عايزة اقولو من المقال
بس خلينى اسألك
إنتى نورا اللى انا عارفاها؟ولا غيرها؟
عموما لو انتى تبقى وحشانى جدا
ولو مش انتى يبقى كمان اهلا وسهلا بيكى واتمنى زيارتك علطول :)
اهلا بيك يا حسن مشالى
نورت البوست
:)
الله يخليكى يارب يا أحلى روفى
على فكرة الكلام ده انا بقولو لنفسى زى ما بقولو للناس
لانى مش ديما متفائلة زى ما انتى فاكرة
وأكيد بتمر عليا لحظات بشوف الدنيا سودة
فبحاول اتغلب على اللحظات دى واقنع نفسى باكلمات اللى كتبتها فى المقال عشان اقدر أكمل حياتى
نورتى البوست يا دوك :)
عارفه ياغاليه
انا ساكن في الدور التاسع
وفكرت كزا مره في الانتحار لكن تراجعت
يمكن خوف ويمكن احساسي باني كده هموت كافر وابقى اتبهدلت واتفلقطت دنيا واخره
لكن الظرف بقى .. اني حاولت انتحر كزا طريقه زي اني اجيب موس واقول هقطع شرايني وبتاع لكن طبعا ولا باعمل اي حاجه
او اني اقول انا هفتح الانبوبه بتاعة الغاز وانا في الحمام في البانيو لكن طبعا بابقى خايف لا يجو يطلعو جثتي من البانيو وانا عريان
وفكرت انتحر اني اموت اوفر دوس مخدرات لكن اقول ايه الموته الزباله دي مانا في الاخره هتعذب دوبل .. مره عشان الانتحار ومره عشان المخدرات
لكن عمري مافكرت اني ارمي نفسي من الدور التاسع مع انه هيبقى اسهل بكتيييير
يمكن لان جوايا حتة امل بتقوللي اصبر يا سوووو
واديني صابر اهه
سلاموووووووووز
ههههههههههههه يخرب عقلك
سوو يا سووو
يا بنى انت كدة قلقتنى عليك
مشكلة كبيرة انك تكون ساكن فى الدور التاسع وانت عندك الدوافع دى
طيب أهم حاجة لو نويت تنط من الشباك ابقى قللى قبلها علشان استناك تحت البيت واصورك واحطك عاليوتيوب
اولا احب اهنيك على اسلوب الرائع
ثانيا
انا شخصيا استغرب جدا ممن يفكرون ومجرد تفكير بالانتحار متوهما ان هذا سيساعده على الهروب من مشاكله ايا كان حجمها متناسيا انه يهرب من مشكلة لى ازمة اشد واعظم
لكن اعود ولقول ان هؤلاء لا يوجد لديهم اى مثقال من ايمان باى شىء ولو كان باطلا
هم اوغلوا فى المادية والوجودية الى ان استعبدتهم المادة وفعلوا ما فعلوا
فعلا
الحمد لله على نعمة الاسلام
مرة ثانية
اسلوبك رائع
والسلام
موضوع الحقيقه رائع
لو كل واحد توكل على الله
جعل قلبه ملئ بالإيمان بالله
لو كل واحد تأمل في الكون وتأمل في عجائبه
لأدرك أن الحياه جوهره
لا يعرفها إلا الذي مات ويتمنى لو كان ما زال في الحياه ليفعل الخير
جزاكي الله خيرا على الموضوع الجميل ده
طبيعة الانسان انه يحسس نفسه بالظلم دايما , حتى لو محدش ظلمه بيخلق شئ وهمى يتهمه بالظلم .ودي بتكون اول سلمة لليأس والوحدة والبعد عن العالم
على العموم تدونية محترمة عن التفائل
وتقبلى تحياتى
مش عارف اقوللك اية بصراحة
اتفق
او
لا اتفق
كل اللى انا متاكد منة
_و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور_
صدق اللة العظيم
Post a Comment